موضوع: شعبان في حوار مع المرأة القطيفية الجمعة أكتوبر 30, 2009 4:56 pm
حوار من وحي الخيال محاولة في قراءة المرأة القطيفية:
شعبان يضع السيدة القطيفية في قفص الاتهام .. شعبان : سيدتي القطيفية الموقرة .. أرحب بك في هذه الصفحة التي ستتحول بقدرة قادر إلى محكمة مصغرة أُقاضيك فيها على بعض التهم الموجهة ضدك و أود أن أطمئنك بأن الشيطان لن يكون ثالثنا ، إذ أن الكثيرين سيتفضلون بزيارة هذه الصفحة . القطيفية : ليس هذا ما كنت أفكر به ، كنت أتساءل أين هو المدعي العام و القاضي و المحلفون ؟ شعبان : أنا هو المدعي العام ، و لا حاجة لوجود قاضي و محلفين ، إذ أن كلا ً منا يملك ذاك المعتوه الذي نتشدق به دائما .. أعني .. القطيفية : تعني الضمير . حسنا ً هلا بدأت مرافعتك ؟ شعبان : بداية ً أود أن أضحك قليلا ً ، فمن هي المرأة في القطيف حتى تصبح قضية للحوار ؟ و ماذا أنجزتْ حتى يشار إليها بالبنان ؟ القطيفية : حسناً سأجيبك ضاحكة على سؤالك السطحي . لا يعني يا سيدي حين نناقش أمرا ً عاديا ً بأننا نضخمه و نعطيه أكبر من حجمه . فالمرأة هنا لا تزال نصف المجتمع المُغيب و الموؤد تحت تراب التهميش ، أعلم ذلك ، و لكن ثمة دور ينتظرها و مقعد شاغر لا يمكن أن يشغله سواها ونحن نتطلع من مناقشة وضعها دراسة أسباب تغيبها عن ساحة المجتمع . شعبان: لقد قال عنكن عزيز مصر ذات يوم: إن كيدكن عظيم. ولكني لا أرى فيكن سوى نساء مهزومات مكسورات الجناح تحرككن الأقدار أعني أهلكم الكرام حيث يشاءون و لا حول لكن و لا قوة و لا حتى كلمة . القطيفية: أوه .. كلامك ينطبق على عصر الحريم الذي ولى و لم يبقى أحد يستطعم ذكراه سوى أصحاب النفسيات المريضة أمثالك . اعذرني على انفعالي ، و لكن من الظلم أن تضع كل نساء القطيف تحت مظلة الجهل و الضعف .. شعبان مقاطعا ً : و هل يمكن لأولئك النساء المتلفعات بالسواد أن يختلفن عن بعضهن البعض ؟ إن كان كذلك فهاتي لي تصنيفا ً دقيقا ً يشمل الجميع . القطيفية : المرأة في القطيف إحدى ثلاث : طموحة متفائلة أو محبطة متشائمة أو قانعة بسيطة . فالأولى : متعلمة متفوقة أتاحت لها الفرص الالتحاق بأرقى التخصصات مما يؤمن لها وظيفة مشرفة في المستقبل . فهذه تنظر للغد بتفاؤل و ثقة و تطمح دوما ً لإثبات وجودها و تطوير ذاتها و تحقيق النجاح في كافة ميادين الحياة . الثانية : مجتهدة و نشيطة و ربما موهوبة و مع ذلك محبطة مصدومة بواقع مجحف لا يعترف بوجودها و أهميتها و هذا الصنف في الأغلب خريجات كليات التربية و التعليم اللاتي يتخرجن بأعداد هائلة ليرجعن إلى بيوتهن بلا وظائف . فتصبح الواحدة منهن مكبوتة مكتئبة ليس لديها ما تراهن عليه سوى ورقتين ، إحداهما : العمل بأي مهنة بعيدة كل البعد عن تخصصها كالعمل في صالونات التجميل أو التصوير أو القراءة في مجالس العزاء أو الالتحاق بدورات على حسابها الخاص لشغل أوقات فراغها . أما الورقة الأخيرة التي تراهن بها : هو أن يُزّمر فارس الأحلام بسيارته لخطبتها . أما التصنيف الثالث للفتاة في القطيف : ففيه عودة لعصر الحريم و إن كان بصورة متطورة . فهذه لا هم لها سوى الاهتمام بجمالها و مظهرها و حضور الأعراس و الحفلات و لا حلم لها سوى أن تتزوج بفارس الأحلام و تكون بذلك قد اختارت أضعف الإيمان و لاختيارها ما يبرره إذ أنها تحتج بقولها : ما الفائدة من الدراسة و العلم إذا كان مصير الجامعية و طالبة الابتدائية سواء فكل الطرق تؤدي إلى البيت . شعبان : إذا ً ترين في مستقبل الفتاة القطيفية تقدم كبير إلى الوراء ؟ القطيفية : يؤسفني أن أعترف بأنه وصل إلى تلك الدرجة من الخطورة . شعبان : حين يشتد المناخ قسوة ، و ترجم ثلوجه الثقيلة كل أجنحة الأحلام و بذور الطموح ، يخرج الإبداع في أصدق صوره .فأين إبداعكن و أقلامكن و صرخاتكن ؟ أم أن إبداع المرأة كما صوتها عورة ؟ القطيفية : سأكمل على كلامك : يخرج الإبداع في أصدق صوره ، مشردا ً مشتتا بلا وطن ، مطمورا تحت أكوام الثلوج ، مبعثرا بين الأدراج و المنتديات ، مجهول النسب تحت اسم مستعار جميل . هذا هو إبداع المرأة هنا يحمل جنسية البدون . شعبان : و إلى متى السكوت و التنازل عن الحقوق ؟ أتعلمين يتبادر إلى ذهني أحيانا ً بأنكن داهية تتظاهرن بالصمت و أنتن تخططن للانقلاب. ثم سرعان ما تعود صورتكن النمطية : ساذجات قانعات راكعات لأمر الواقع . القطيفية: بربك أين تريدنا أن نعبر عن تطلعاتنا و رفضنا و مطالبتنا بحقوقنا ؟ فهل توجد كلية واحدة للإعلام في بلدنا مخصصة للنساء لتخرج صحفيات يعبرن بكل صدق عن آراءنا بعيدا ً عن مقص الرجل . شعبان : يبدو أن التأمل في الواقع أمر يدعو للكآبة . ألا توافقينني ؟ القطيفية : كنت و لا أزال مؤمنة بالعبارة القائلة : أن نعيش الواقع خير بكثير من أن نحاول فهمه . أرى بأن مرافعتك قد تحولت إلى ريبورتاج ! فما هو حكمك النهائي ؟ شعبان : و هل يهمك حقا حكمي عليك ؟ القطيفية : بكل صراحة أقول .. لا . إذ أنني مهما قلت فلن أستطيع أن أجمع البحر في قارورة فقضيتنا واسعة معقدة و لن يستطيع فرد واحد مثلي أن يلملم أطرافها و يمثل ذاك النصف المعقد من المجتمع . شعبان : رفعت الجلسة و نترك الحكم على القراء ...
__________________ ألا أيها الركبُ النيامُ ألا هبوا ** أسائلكم هل يقتلُ الرجل الحبُّ فأجابوا كلهم نعم يا شعبان
نسر الشرق General Manager
الجنس : نقاط : 1699 العمر : 38 الموقع : https://el-7yah.roo7.biz
موضوع: رد: شعبان في حوار مع المرأة القطيفية الجمعة أكتوبر 30, 2009 8:22 pm