موضوع: تعرف على الملك الأربعاء يوليو 08, 2009 5:19 am
تعرّف على المَلِك هو المَلِك الذي لا يُرد أمره هو المَلِك الذي ينفذ حكمه هو المَلِك الذي يجب أن تتذلل له بل تسجد بين يديه لتسأله حاجتك مِن صفات كماله : " أنه يجود ويعطي ويمنح ، ويعيذ وينصر ويغيث ، فكما يحب أن يلوذ به اللائذون يحب أن يعوذ به العائذون ، وكمال الملوك أن يَلوذ بهم أولياؤهم ، ويعوذوا بهم " له الملك وحده دونما سواه ( لَهُ الْمُلْكُ ) هو ملك الملوك ( هُوَ اللَّهُ الَّذِي لا إِلَهَ إِلا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ )
" وملك الملوك يحب أن يلوذ به مماليكه وأن يعوذوا به ، كما أمر رسوله أن يستعيذ به من الشيطان الرجيم في غير موضع من كتابه " هو مالك المُلك ( قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَن تَشَاء وَتَنزِعُ الْمُلْكَ مِمَّن تَشَاء وَتُعِزُّ مَن تَشَاء وَتُذِلُّ مَن تَشَاء بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَىَ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ) قال عليه الصلاة والسلام : إن أخنع اسم عند الله رجل تسمى ملك الأملاك ، لا مالك إلا الله . رواه البخاري ومسلم . لا مالك على الحقيقة إلا الله . هو مالك يوم الدين، وفي ذلك اليوم يتجلّى المُلك يوم لا مالك إلا الله ، فيُنادي ربنا سبحانه وتعالى : أنا الملك ولذا يقرأ المُصلي : ( مالك يوم الدين ) أو ( ملِك يوم الدين ) تعرّف على ملك الملوك في حال رخائك يتعرّف عليك ويعرفك في الشدة قال محمود الوراق : شاد الملوك قصورهم وتحصنوا = من كل طالب حاجة أو راغب فارغب إلى ملك الملوك ولا تكن = يا ذا الضراعة طالبا من طالب لا ينفع ولا يضر ولا يُجيب المضطر إلا ملك الملوك سبحانه . ( أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ ) ؟ لا أحد إلا الله جل جلاله . ولا يكشف البلوى ولا يدفع الضرّ إلا رب العزة سبحانه ( قُلْ أَفَرَأَيْتُم مَّا تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ إِنْ أَرَادَنِيَ اللَّهُ بِضُرٍّ هَلْ هُنَّ كَاشِفَاتُ ضُرِّهِ أَوْ أَرَادَنِي بِرَحْمَةٍ هَلْ هُنَّ مُمْسِكَاتُ رَحْمَتِهِ قُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ عَلَيْهِ يَتَوَكَّلُ الْمُتَوَكِّلُونَ ) اللجوء إليه وحده في الملمّات لأن غيره لا ينفع ولا يضر ( وَلاَ تَدْعُ مِن دُونِ اللّهِ مَا لاَ يَنفَعُكَ وَلاَ يَضُرُّكَ فَإِن فَعَلْتَ فَإِنَّكَ إِذًا مِّنَ الظَّالِمِينَ ) أما لماذا ؟ فيأتيك الجواب مباشرة :
( وَإِن يَمْسَسْكَ اللّهُ بِضُرٍّ فَلاَ كَاشِفَ لَهُ إِلاَّ هُوَ وَإِن يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلاَ رَآدَّ لِفَضْلِهِ يُصَيبُ بِهِ مَن يَشَاء مِنْ عِبَادِهِ وَهُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ) من ذا الذي أمّله فانقطعت آماله ؟ من ذا الذي رجاه فخيّب رجاءه ؟ من ذا الذي سأله فَردّه ؟ من ذا الذي لجأ إليه فطرده ؟ من ذا الذي انطرح بين يديه فما رحِمه ؟ إذاً : إليك وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم : احفظ الله يحفظك ، احفظ الله تجده أمامك ، تعرف إليه في الرخاء يعرفك في الشدة ، وإذا سألت فاسأل الله ، وإذا استعنت فاستعن بالله . رواه الإمام أحمد . ومِن التّعرّف عليه جل جلاله في حال الرخاء كثرة الدعاء . قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من سره أن يستجيب الله له عند الشدائد والكُرب ، فليكثر الدعاء في الرخاء . رواه الترمذي . وما أحوجنا إلى هذا التعرّف والتضرّع حتى لا نكون كمن وصفهم الله عز وجل بقوله ( فَلَوْلا إِذْ جَاءهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُواْ وَلَكِن قَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ )